قصص

حارة عبد الكريم (كامله)

حارة عبد الكريم
١
في ليلة من ليالي الشتا في اسكندرية، والنوة كانت مبهدلة الدنيا، كنت بجري وانا حاطط شنطة المحاماة بتاعتي على راسي، دخلت حارتنا المتواضعة، كانوا الناس زي حالاتي عماليين يجروا زي المجانين عشان يخشوا بيوتهم، دخلت من باب عمارتنا القديمة، ووانا طالع على السلالم المكسرة، اتشنكلت في سلمة زي كل يوم، لكني ابتسمت وانا بقول:
-الحمدلله..
كان كل تفكيري كان مع المطرة، اصل سكان اسكندرية، او اللي جربوا المطرة في اسكندرية، هم اللي هيفهموا قصدي… طلعت الشقة وجيت اخبط على الباب، لقيته مفتوح ومراتي كانت واقفة على الباب وهي بتعيط وبتقول:
-ال الحقني يا يا سمير، الواد فادي نزل الشارع بقاله يجي ربع ساعة من اول ما المطرة شدت…
رديت عليها وانا قلبي مقبوض:
-اهدي انتي بس، انا هنزل اشوفه فين، هو اكيد قريب من هنا…
نزلت وانا مستعجل وقلبي مقبوض على الواد، فضلت اجري في برك الماية زي المجنون، بعدها لقيت نفسي جنب بيت من دورين، جنبينا بعمارتين، بيت حيطانة محروقة، شبابيكه كلها المتكسرة بتخبط في بعض.. ده بيت عبد الكريم الدجال، فادي وقتها كان جوه البيت واقف خايف من المطرة، ماكانتش الفرحة سايعاني وقتها لما شوفته، قربت من البيت وقولت بصوت عالي:
-تعالى يا فادي انا بره..
لكنه ماكنش بيرد عليا ولا بيتحرك من مكانه، ولما جيت اخش اجيبه وانا متعصب من طريقتة وانه ازاي مابيردش عليا، وأول ما خطيت عتبة البيت، بدأت اسمع الاصوات المرعبة اللي بتطلع منه، المطرة وقتها كانت بدأت تخف والشبورة قلت، كنت خايف اخش اجيب فادي جدًا، وده لخوفي من بيت عبد الكريم ، لكني في لحظة افتكرت كلام ابويا ليا وانا صغير وهو بيقولي:
-البيت ده ملعون يابني، ملعون وبيلعن كل اللي بيعتب منه..
وقتها لاحظت حد لابس اسود في اسود عاوز يشد فادي لجوه، فمن غير تفكير جريت على فادي… اما الراجل الغريب ده، ف دخل البيت تاني، بعدها مسكت فادي اطمنت علية وفضلت ابوسه وانا بقوله:
-الحمدلله انك بخير يا حبيبي، بس مش انا قولتلك ماتعتبش المكان ده.
لقيته بيعيط وهو بيقولي:
-انا اسف يابابا، بس والله المطرة كانت شدت وقولت استخبى تحت اي بيت، وماكنتش اعرف انه البيت ده، وأول ماعتبت عتبة البيت سمعت اصوات عالية وغريبة كتير، كنت خايف اوي، فماكنتش عارف اعمل ايه لغاية ما انت جيت ولحقتني..
خدته في حضني وانا خايف جدًا عليه، وعلى اللي ممكن يحصله من ورا البيت ده، حضنته وقولتله جملة تخفف عنه خوفه، بعدها خدت فادي وطلعنا العمارة، كانت المطرة وقفت، وأول ما دخلنا، كانت سارة واقفة على الباب، سارة اللي اول ما شافت فادي جريت عليه وخدته في حضنها، بعدها طلعنا البيت وخدت دش، ولسه هحط راسي على المخدة ماعرفتش، تقريبا مافيش حد يعرف يرتاح ساعتين في الحارة المعفرتة دي، قومت وانا سامع صوت صويت بره، طلعت جري اشوف في ايه، ومع خروجي لقيت واحده بتصوت:
-ابني راح مني يا نااااس، فينك ياصلاح يابن بطني، من ساعة ما سيبتنا يا حمتو والحارة بايظة….
ضربت كف على كف وانا بقول:
-حتى ابن حمتو كبير المنطقة اتخطف..
قفلت الشباك وجيت ابص ورايا لقيت سارة:
-وهنفضل ساكتين كده كتير وكل يومين عيل من الحارة يتخطف!
-لا مانتي بكره هتاخدي فادي وتطلعي على اول قطر رايح القاهرة وتقعدي عند خالتك يومين لغاية ما الامور تتعدل…
ردت عليا وعنيها كلها دموع:
-ما انا مش هستنى لغاية ما ابني يروح مني، انا كنت هموت عليه يا سمير…
حضنتها وانا بطبطب عليها:
-اهدي انتي بس واطلعي بكره على القاهرة، ولما ربنا يعدلها نشوف هيحصل ايه.
-طب وانت؟
-وانا ايه يا سارة، هيخطفوني انا كمان ولا ايه، خشي بس حضري شنط السفر لبكره..
دخلت ساعدت سارة في تحضير الشنط، بعد كده نمنا انا وهي وفادي في الاوضة، او بمعنى اصح ناموا هم وانا فضلت صاحي بفكر في اللي حصل… فضلت قاعد لحد ما الشمس طلعت، ومع طلوع النهار صحيوا ووصلتهم لمحطة القطر، وفي لحظة توديعي ليهم كنت خايف عليهم من اللي ممكن يحصل لما مايبقوش في حضني.
بعدها رجعت الحارة تاني وكان معدي بتاع ساكسونيا ماسك ميكرفون، شديت منه الميكرفون ووقفت في نص الحارة وقولت بصوت عالي:
-يا اهل الحارة… اسمعوني يا اهل الحارة…
ماحدش انتبه لكلامي، كله كان مركز في همه ومشاكله، اللي نازل يجيب فطار واللي قاعد على القهوة بيلعب عشرة طولة، لكنهم انتبهوا كلهم لكلامي لما كملت:
-عايزين تعرفوا مين اللي بيخطف عيالكوا؟
لقيت ام ابراهيم من البلكونة بتقول:
-اسمعوا سمير المحامي بيقول ايه ياولاد..
لقيت الحارة كلها اتلمت عليا وهم مركزين، ده غير اهالي العيال المخطوفة اللي كانت نازلة جري على السلم وتحسهم هيضربوني.. بصيت لبيت عبد الكريم وقولتلهم بنفس طبقة صوتي العالية:
-انا ابني امبارح كان هيتخطف ياحارة، واللي كان هيخطفه هو اللي جايب لعنة للحارة بصوت اشباحه والجن اللي طالع من البيت… البيت ده اللي فضلنا سنين بعاد عنه لا بنشوف عبد الكريم، ولا بنشوف حد جواه، كل اللي كنا بنعمله اننا بنفضل نحذر اي حد يخش البيت الملعون ده، لكن عمرنا ما دورنا على عيالنا جوه.
لما قولت كده، لقيت رجالة الحارة كلهم رجعوا لورا وخافوا… ماهو ببساطة كده، البيت ده من واحنا صغيرين متحرم عندنا في الحارة.. ايوه، بيت عبد الكريم معروف انه مسكون وعليه لعنة من زمن، واللي بيعتب عتبته بيبقى ملعون، لكن ستات الحارة واهالي العيال المخطوفة كلهم جريوا على البيت لما قولتلهم كده، ومن غير حتى مايخبطوا كسروا الباب الخشب القديم ودخلوا البيت… والمخيف انهم اول مادخلوا البيت شافوا شئ ابشع من خطف عيالهم… شافوا جثث لعيال ولحيوانات كتير مرمية على الارض، كانوا كلهم مشوهين تمامًا، لكن الجثة الوحيدة اللي ماكنتش مشوهة وسط ده كله كانت جثة عبد الكريم… عبد الكريم الدجال صاحب البيت، اهالي العيال كلهم فضلوا يدوروا على جثث عيالهم وسط الاشلاء المرمية في الارض وهم بيدعوا انهم مايكونوش بينهم ويكونوا لسه عايشين… بس ايه ده؟!.. ليه كل جثث العيال متشوهة بالطريقة المخيفة دي، وايه الحيوانات اللي موجودة وسط الجثث دي كمان!
كل اللي فكرت فيه انه كان بيخطف العيال ويعمل عليهم اعمال سحر.. لكن قطع حبل افكاري اصوات صريخ كتير من اهالي العيال.. وبصفتي محامي حاولت على قد ماقدر اخرج الاهالي من مسرح الجريمة واتصلت بالشرطة عشان تاخد اجرائتها.
بعدها بنص ساعة كان البيت فاضي واهالي العيال بره وعلى وشهم الزعل والحزن الشديد، قطع الحزن ده صوت سارينات الاسعاف المختلطة بعربيات الشرطة اللي وقفت قصاد البيت، بعد كده نزل من عربية الشرطة ظابط كان شكلة صغير في السن، وطبعًا أول حاجه سألوا عليها.. هو فين سمير المحامي، فجاوبتهم وكنت اول واحد استجوبوه، لكن اهالي الحارة كلهم وقفوا معايا.. عدت الساعات وانا لسه في القسم بيستجوبوني، وكانت كل اجاباتي.. معرفش.. لأني حقيقي ماعرفش حاجة.. وفي النهاية والحمدلله قدرت اخرج، وأكيد كانوا مراقبيني، وده بصراحة ماخوفنيش قد ما بسطني، لان اكيد اللي عمل في عبد الكريم والعيال دي كده، هيجيلي وهيموتني زي ما موتهم، لكن السؤال اللي كان في دماغي ومش راضي يفارقني ابدًا، ازاي عبد الكريم مات قبل ما العيال دي تموت لأن جثته كانت متحللة شوية، وازاي اصلا ماحسيناش كل الفترة دي بالبيت وماشكيناش فيه؟.. وازاي كمان ماشميناش ريحة البيت الكريهة الفترة دي كلها؟..
وهيفضل السؤال الاكبر اللي كان محيرني.. مين اللي شوفته امبارح كان هياخد فادي في بيت عبد الكريم طالما عبد الكريم كان مات اصلا!!!
اسئلة كتيرة في دماغي قطعها موبايلي وهو بيرن، بصيت لقيته رقم غريب، فتحت عليه بسرعة:
-الو.
لقيته صوت حد تخين بيقولي:
-الووو… ايوه يا سمير يا حبيبي، لو خايف على مراتك وابنك، يبقى مالكش دعوة باللي بيحصل..
-مين معايا؟..
-مالكش دعوة مين معاك، اللي ليك فيه انك تبعد عن الحوارات دي كلها، وانا بقولك اهو، بلاش تنخور ورا حاجه مالكش دعوة بيها، ده لو خايف على مراتك وابنك…
-انت بتهددني بمراتي وابني وعايزني اسيبك؟!!.. وانخور ورا ايه بالظبط، مش عبد الكريم مات والموضوع خلص؟
-اديك قولت عبد الكريم مات والموضوع خلص، يبقى زي الشاطر كده تشيل ايدك من الحوارات دي…سلام.
قفل السكة في وشي.. ومفيش لحظات الا وافتكرت فادي وسارة واتصلت بيهم بلهفة:
-ايوه يا سارة، انتي كويسة وفادي كويس؟
-اه يا حبيبي احنا كويسين، بس انت ليه مقولتليش على الراجل اللي هيوصلنا من محطة القطر لخالتي…
-يوصلك من محطة القطر!!!.. وده كان شكلة ايه بظبط؟
-اه ياحبيبي يوصلنا، كان لابس اسود في اسود كده ولابس نضارة سودة، وصوته تخين شوية…
رديت عليها وانا متوتر:
-اه اه يا حبيبتي صح، انا اسف اتلبخت ونسيت اقولك عالموضوع… طب هو لسه موجود عندك ولا مشي؟
-لا مشي خلاص، هيقعد ليه، بس المهم يا حبيبي، الدنيا عندك عاملة ايه في الحارة..
-لا يا كويسة انتي متقلقيش بس، وياريت متنزليش من البيت غير للضرورة، وياريت كمان متكلميش اي دليفري حتى.
-وليه كل ده يا سمير، متقلقنيش.
-اعملي اللي بقولك عليه يا سارة من غير مناقشة بالله عليكي، ويلا سلام دلوقتي عشان عندي قضية مهمة لازم اشتغلها..
-حاضر يا سمير، سلام.
قفلت مع سارة ودماغي وذهني مشغولين عليهم لانهم اكيد في خطر، لكني افتكرت اخويا رؤوف اللي بقالي خمس سنين مقاطعة ومابكلموش، جه في بالي واستنجدت بيه، مسكت تليفوني وطلعت رقمه، واتصلت…
-ايوه يا رؤوف، انا عارف ان بقالنا سنين مابنتكلمش، بس انا عايزك في حاجه مهمة جدا، ارجوك اسمع مني…
لما قولتله كده، لقيته رد عليا بعصبية:
-ايه يا سمير، عايز تطلعني حرامي تاني، اديني سيبتلك اسكندرية كلها وجيت القاهرة يا اخي، عايز ايه تاني.
-يا رؤوف سيبك من كل اللي حصل بينا زمان دلوقتي، انا مراتي وابني في خطر، وانت عمه ودي مرات اخوك…
-دلوقتي بقيت عمه وهي مرات اخويا..
-يارؤوف انا في مصيبة ومهدد بالقتل، فلو ينفع تاخد العيل ومراتي عندك يومين تقعدهم مع عيالك يبقى كتر خيرك، ووالله جميلك ده مش هنساه ابدًا…
-ماشي يا سمير قولي هم فين.
-عند خالتها، وانت اكيد لسه عارف البيت فين…
-ايوه بس انا هستفيد ايه برضه من ده كله..
-تستفيد!.. ماشي، بص.. انا هديك ورث ابوك، البيت النص بالنص، بس كل اللي انا فيه ده يخلص..
-مع اني كنت عارف ان في يوم من الايام حقي هيرجعلي، بس ماشي، المهم إننا نخلص، انا هعمل اللي قولتلي عليه ولما اجيبهم هكلمك.. سلام.
خلصت المكالمة وانا قلبي مطمن نسبيا، بعد كده اتصلت بسارة وقتها وقولتلها على اللي هيحصل، وان رؤوف هيجي ياخدهم، هي في الاول رفضت لكن ماكنش قدامها حل غير كده، وده عشان سلامة فادي..
عدا وقت وانا قاعد قلقان، الساعة وقتها كانت جت 8 والحكومة كانت بتزيد اكتر لدرجة انهم سدوا الحارة عند بيت عبد الكريم، ولما حاولت اخش اشوف الدنيا جوه عاملة ازاي، معرفتش.. وقتها وقفت وقولت لنفسي انزل القاهرة بكره عقبال ما الدنيا تهدى شوية، خدت بعضي وطلعت ريحت على الكنبة والنوم اخدني، نمت نوم عميق لحد ما بعدها صحيت على صوت كركبة في الشقة…
تتبع….
حارة عبد الكريم
٢
نمت نوم عميق لحد ما بعدها صحيت على صوت كركبة في الشقة، الدنيا كانت مضلمة، مسكت في الفازة اللي جنبي وانا بقول:
-مين!
لكن زي ماتوقعت محدش رد، لكني لاحظت وسط الضلمة عيون لونهم احمر لشخص قصير لازق في الحيطة، فأول ماشوفتة جريت عليه وضربته بالفازة، بس تفاداها وانا وهو وقعنا على الارض، ولما جيت ادور على الموبايل في جيبي عشان اولع الكشاف، مالقتهوش، اما الكائن الغريب ده، ف لقيته بيجري على باب الشقة، وساعتها قومت وجريت وراه، وقعته تاني وكنت لسه هخبطه بحاجه لقيت مره واحده حاجه رزعت في دماغي، وساعتها الدنيا اسودت في عيوني…
عدت ساعة ولا اتنين ولا حتى تلاتة… مش فاكر، انا اقدر اقول أن عدى وقت طويل وانا مغمى عليا، ولما فوقت لقيت النور موجود، كنت حاسس ان راسي تقيلة جدًا، تقيلة لدرجة اني ماكنتش قادر احركها من ع الارض.. بس بعد محاولات قدرت ارفع دماغي، ولما ركزت لقيت حاجه سودة في الارض مكان ما وقعت، لسه بقول ايه ده، شوفت انعكاس نفسي في مراية الصالة ووشي كله مليان دم.. ده غير الدم المتجلط اللي كان موجود على الارض، والمكان اللي كان مكركب حواليا.. اكيد اللي كان جاي ده كان بيدور على حاجه، والاكيد انه ملقهاش لان البيت كله ماكنش ناقصة حاجه.. في الاول فكرت اني اتصل بالبوليس، لكن بعدها افتكرت ان في خطر على ابني، واني لازم اكتشف ايه اللي بيحصل حواليا من غير ما حد ياخد باله، وده فعلا اللي حصل لما دخلت غسلت راسي كويس، ونضفت مكان الجرح كويس وحطيت لزقة على دماغي.. وطبعًا لبست كاب عشان محدش ياخد باله من الجرح، بعدها نضفت الارض مكان الدم، وروقت الشقة ورتبتها زي ماكانت تاني كأن مفيش اي حاجه حصلت.
~~
نزلت الشارع قعدت على القهوة اللي في وش بيت عبد الكريم، كانت الحكومة قليلة عند البيت، ماكنش في غير امنيين شرطة اللي واقفين بس، وبيمنعوا اي حد يخش البيت او يقرب منه، بصيت حواليا وناديت علي القهوجي:
-ياض يا علي..
جه وهو عمال يبص حواليه بخوف:
-ايوه يا متر، تشرب ايه..
-ايه ياض، مالك خايف كده ليه.
-ها!.. مش خايف ولا حاجة، بس الحكومة راشقة عينها في كل حتة اليومين دول والدنيا لبش، ده غير ان القهوة زي مانت شايف في وش البيت…
-طب وايه الدنيا هنا، مفيش اي جديد.
-هو انت معرفتش يا استاذنا!!.. دول لقوا سلوك وسماعات في المكان عدم الامؤخذة، بتطلع اصوات عفاريت وجن..
عدلت نفسي وانا مستغرب كلامه:
-عفاريت وجن ايه، وايه موضوع السلوك دي.
– كل الاصوات اللي كنا بنسمعها من البيت دي كانت بتطلع بسماعات من جوة، وده على قد فهمي يعني يا استاذ سمير..
-طب وانت متعرفش حاجه تاني عن الموضوع؟
-لا والله يا استاذ، العلم عند الله، قولي بقى شرب ايه..
-شاي يا علي.. شاي..
-احلى شاي للاستاذ سمير المحامي.
فضلت قاعد وانا كل تركيزي على البيت وعلى الاتنين الامنا اللي واقفين قصاده، فضلت باصص لهم وانا كل اللي في دماغي اني عايز اخش البيت ده… انا عايز افهم ايه سبب وجود سماعات جوه البيت.. قطع حبل افكاري علي وهو بيجبلي كوباية الشاي، خدت منها شويتين وانا بفكر، وبعد شوية حاسبته عليها وقومت اشوف البيت، في الاول كنت ماشي جنب البيت ببطئ لحد ما لقيت امين من الامنا، هيئتة كده بتدل انه صعيدي، ركزت معاه وهو بص لي اوي، كنت متوقع انه يقولي ايه اللي جايبك هنا مثلا، لكنه ركز معايا اكتر وقالي:
-معاك سيجارة يابو عمو.
قربت منه شوية وانا ببتسم:
-اه معايا طبعًا، يا سلام.. انت تؤمر.
لقيته ضحك وهو بيقولي:
-تسلم ايدك يا غالي، توشكر.
بعد ما قال كده، لقيت الامين التاني جاي من بعيد وماسك كوباية شاي في ايده.. قرب على الامين اللي انا واقف معاه وقاله:
-الا معرفتش ياعم حمدي، بيقولوا جثث العيال دي مش من الحارة، وان هم يدوبك كانوا جثتين متقطعين في المكان والباقي كانت جثث حيوانات..
رد عليه الامين حمدي بعصبية:
-اكتم.. انت بتقول ايه، مش وقته الكلام ده.
ضحكت وانا ببصله:
-ماتقلقش يا عم حمدي… أمان.
بعدها الامين التاني رد وقال:
-كلها ساعات والصحافة هتعرف، بس اهم حاجه محدش يعرف اننا اللي طلعنا الخبر، ده هيبقى نهار طين علينا.
حاولت اطمنهم لما قولتله:
-سركوا في بير، بس قولي.. ماتعرفوش ايه موضوع السماعات دي اللي كانت موجودة جوة البيت دي.. وليه جثث العيال دي كانت موجودة اصلا.. وشايكوا محفوظ طبعا.
لما قولت كده، لقيت عم حمدي رد عليا بجدية:
-شاي ايه بس.. احنا مش بتوع الكلام ده، ماعرفش حاجه يا ابن عمي، كل اللي اعرفه ان في اوضة تحت البيت بتاع عبد الكريم كان فيها زي ادوات طبية وسرير للجراحة.
فجأة لقيت الامين التاني نغزه في كتفه:
-ايه يا عمنا.. مش وقته، مش قولنا مش وقته.
-يا عم بلا مش وقته، بلا وقته، ما الناس كده كده هتعرف.
هديت بينهم وانا بقولهم:
-خلاص خلاص حصل خير.. انا همشي، سلاموا عليكوا.
بعدها خدت بعضي ومشيت.. بس المرة دي كانت التساؤلات عندي بتزيد اكتر.. ومع مشيي في الشارع وسرحاني، جتلي مكالمة من رؤوف اللي قالي اول ما فتحت عليه:
-ايوه يا سمير، ابنك و مراتك عندي في البيت قاعدين مع العيال وكويسين، متنساش توفي بوعدك في حقي وورثي اللي لهفته مني السنين دي كلها…
-متشكر جدا يا رؤوف، كنت متأكد انك مش هتسيب ابن اخوك ومراته في خطر، وبالنسبة للورث، فأقسملك بالله حقك هيرجعلك اول ما اللي انا فيه ده يخلص.
-انت هتستعبطني يا سمير، يخلص ولا مايخلصش، انا عملت اللي قولتلي عليه وابنك ومراتك بقوا معايا.. يبقى حقي يرجعلي وماليش دعوة باللي انت فيه؟!
-يا عم والله قولتلك اللي عايزه هيحصل واعمل اللي انت عايزة لو ماحصلش، وربنا يا اخي ورثك هيرجعلك…
-ربنا!!. هو انت لو تعرف ربنا كان وصل بيا الحال لكده..
-خلاص بقى يا اخي ميبقاش قلبك اسود…
-ماشي.. بص بقى، قدامك اسبوع وورثي يبقى معايا، لا اكتر ولا اقل..
-دعواتك بس، واقل من اسبوع كمان يا رؤوف..
-ماشي.. سلام.
قفلت معاه وانا ببص قدامي، انا فجأة لقيت راجل شكله مريب ماشي وهو عمال يبص وراه وقدامه في الحارة، كأنه هربان من حاجه!.. مشيت وراه من غير ما يحس عشان اشوفه رايح فين، لغاية ما لقيته وقف في شارع جانبي اخره سد، اتداريت جنب بيت واتصنتت عليه، كان بيكلم حد وبيقوله:
-ايوه يا معلم رؤوف، الدنيا امان هنا ماتخافش، واخوك المغفل شربها… اه اه يا معلم كله تمام ماتقلقش انت بس، محدش هيشم خبر عن الموضوع..
بعدها قفل السكة وفضل يبص حواليه ويتأكد انه محدش سامعه، اما انا.. ف فضلت مستخبي على جنب عشان مايخدش باله مني لغاية ما طلع من الشارع ومشي، خبطت كفي في راسي وانا بقول لنفسي..
(بقى كل اللي بيحصل ده بسببك انت يا رؤوف.. يا نهار اسود ومنيل، يعني انا سايب عيالي مع قتال قتلة!.. طب انا هعمل ايه، اسافرالهم ولا ممكن مالحقش ويعمل فيهم حاجة، طب ايه العمل.. بس.. لقيتها)
طلعت جري على القسم، وهناك دخلوني لظابط المباحث بعد ما عرفوا ان الموضوع بخصوص بيت عبد الكريم الدجال، واول ما دخلت للظابط شاورلي ان اقعد وبدأ بالكلام لما قالي:
-انا عرفت انك عندك معلومات مهمة يا سمير، ياريت تبقى مهمة فعلا.. مش أي كلام عشان تغطي بيه على اللي حصل.
-ياباشا انا ماليش ذنب في اللي حصل اصلا، انا كل اللي شوفته وقتها قولته، ولما اهل المنطقة فتحوا البيت لقوا الجثث زي ما انت عارف، واهم طلعوا مش جثث عيالهم اصلا.. وبع..
قاطعني في الكلام:
-ثانية ثانية بس… انت عرفت منين ان دي مش جثث عيالهم اصلا؟!
اتلبخت في الكلام:
-الناس قالوا كده يا باشا، وبعدين مش ده اللي جاي اقوله لحضرتك، انا جاي احكيلك عن اللي حصل، وعن اللي شوفته.
-عرفت منين يا سمير؟
-م الأخر.. سمعت الامنا بيتكلموا ياباشا.
-هنعدي الموضوع ده دلوقتي لغاية مانشوف اللي عندك، ارغي يا سمير ..
-بص يا باشا، انا ابويا مات من خمس سنين تقريبا، وابويا زي ما الحكومة عارفه كان تاجر فراخ، وكان عنده بيت…
-مفهوم مفهوم، انا هستفيد ايه من اللي انت بتقوله ده؟
-حاضر ياباشا هقولك.. انا اول ما ابويا مات كتب وصية ان البيت يبقى كله بأسمي، هو ومحل الفراخ القديم اللي تحت البيت، ومنع اخويا من الورث، وده لان اخويا كان ناوي يبيع ورثه من البيت.. وده بان من زنه على بيع البيت من اصله وابويا عايش، فابويا مرضيش بكده وكتبه كله باسمي، وقالي لما اخوك يرجع لعقلة يبقى ياخد نصيبة… لكنه وقتها شيلني حمل كبير بسبب الموضوع ده، ومن ساعتها وانا واخويا في المحاكم على الورث، لحد ما من يومين.. حصل اللي حصل زي ما انت عارف ياباشا في البيت اياه، بعد كده جاتلي مكالمة تهديد اني لو نخورت في الموضوع ده مراتي وابني هيتأذوا، وقتها اتصلت باخويا عشان اسيب عنده الواد وامة لايحصلهم حاجه.. ولما طلبت منه كده، طلب مني الورث بتاعه، فوافقت… وافقت وبعد ما قفلت معاه من شوية، سمعت راجل شكله غريب في الحارة بيكلم رؤوف وبيقوله ان كل حاجه تمام، وان محدش هيعرف حاجه عن الموضوع.. لما سمعته قلقت وحسيت ان في حاجة مش مظبوطة بتحصل من رؤوف، فجيتلك يا باشا.
-طب قولي الراجل ده شكله ايه كده؟
-هو كان قصير وحاطط كوفية على دماغة مش مبينة اي حاجه من وشة غير ان عنية خضرا.
-طب تفتكر مكالمته دي ليها علاقة باللي حصل في الحارة، ولا متعلقة بمشاكلكوا مع بعض وبس؟!
-مش عارف يا باشا.. مش عارف، انا حاسس ان رؤوف وراه مصيبة، وان ابني ومراتي في خطر.
ولع الظابط سيجارة وقالي:
-تمام.. احكيلي بقى موضوع البيت ده من اول قصة ابنك، لحد الأخر.
حكيتله القصة كلها من الاول، وبعدها خرجت من عنده… نزلت الحارة عشان اغير هدومي، بس اول ما طلعت ما البيت سمعت صوت صريخ عالي طالع من الحارة، نزلت جري اشوف في ايه، لقيت لمه كبيرة، كان على وش الناس الحزن الشديد، ووسط اللمه دي ام سماح بتصوت..
حارة عبد الكريم
٣
نزلت الحارة عشان اغير هدومي، بس اول ما طلعت ما البيت سمعت صوت صريخ عالي طالع من الحارة، نزلت جري اشوف في ايه، لقيت لمه كبيرة، كان على وش الناس الحزن الشديد، ووسط اللمه دي ام سماح بتصوت وبتقول بصوت عالي:
-بنتي راحت مني يا ولاد، العيلة اللي عندها 5 سنين قتلوها ورموها فاضية.
سألت واحد واقف وسط اللمه دي وانا ببص حوالي باستغراب:
-هو في ايه؟
-لقوا بنت ام سماح مقتولة ومتاخد منها اعضائها..
-انا قولت.. هو نهار اسود ومنيل.. طب ومين اللي رماها بالمنظر ده، ماشوفتوش أي أثر، اي عربية غريبة، اي حاجة!
-لا يا استاذ سمير، بس شاكين في حد من رجالة حمتو.
-نعم؟!.. طب وعرفتوا منين؟!
-العلم عند الله.. اهو.. الناس بيقولوا.
فضلت اخبط كف على كف، واستغفر ربنا من اللي بيحصل في الحارة وانا بقول لنفسي.. (طالما شاكين في راجل من رجالة حمتو، يبقى كده رؤوف مالوش ذنب في اللي حصل.. ولا زي ما الظابط قال، الحوار حواري انا مش حوار البيت!)
فضلت اكلم نفسي لحد ما طلعت على الشقة، قعدت وانا عمال افكر في موضوع رؤوف اللي اتصلت بيه واطمنت على مراتي وابني.. يعني ماطلعوش في خطر!.. بعد كده دماغي فضلت تودي وتجيب في اللي حصل مع ام سماح، لغاية ما قررت اني هنزل الصبح القاهرة، منها ابقى جنب عيلتي، ومنها ابعد عن الوَش اللي هنا.. حطيت ضهري على الكنبة ومحستش بنفسي.. غصب عني نمت، وفضلت نايم لحد ما صحيت على الفجر، قومت غسلت وشي ولبست حاجه تقيلة لان الدنيا كانت تلج وقتها… نزلت من البيت، ووانا ماشي في الشارع حسيت ان في حد بيراقبني، بس كل ما كنت ببص ورايا ماكنتش بلاقي حد، بصراحة القلق خدني وطلعت من شارع جانبي بيطلع على الكورنيش، الشارع اللي لما دخلته، احساسي طلع صح.. انا لقيت واحد ملثم بيمشي ورايا، وفي لحظة التفاتي له فضل مكمل مشي عادي ومادانيش اي ردة فعل، فقررت امد شوية لاني كنت قلقان بصراحه من شكله المريب ده، لكن لحظة ما مديت سمعت صوت خطوات ورايا بتمد بنفس الطريقة، وقتها جريت ومع جريي لقيته جري ورايا وكعبلني، ولحظة ما كعبلني، طلع مطوة من جيبه، كان هو نفس الراجل اللي دخل الحارة وكلم رؤوف..، دي نفس عين، قرب مني وقالي بصوت أجش:
-لو اتحركت هتزعل، خليك هادي كده انا عايزك في مشوار صغير…
هديت وماحاولتش اجري، انا ربنا ألهمني ومسكت شوية رملة من على الارض ورميتهم في عينه وقومت اجري لغاية ما طلعت على الكورنيش.. وبمجرد ما طلعت عند الكورنيش، لقيت ميكروباص وقف قصادي، نزل منه تلاتة ملثمين وجريوا عليا، شالوني ودخلوني جواه، ومفيش لحظات ولقيت نفسي بيغمى عليا..
صحيت مره تانيه وانا في مكان زي بدروم، كنت مربوط في كرسي، وملزوق على بوقي حاجه مش مخلياني قادر اتكلم، حواليا خمس اشخاص كل واحد من اطول من التاني، كنت لسه هنطق واقول اي حاجه، لكني لقيت الخمس اشخاص دول بعدوا عن بعض وكان قاعد قصادي المعلم حمتو فتوة الحارة، كان بيسقف وهو بيقولي:
-جدع.. سلمت اخوك للحكومة يا هبل..
حاولت انطق واقول اي حاجه لكن اللزقة اللي على بوقي مش مخلياني عارف اتكلم، شاورلهم حمتو على بوقي، ساعتها واحد من اللي واقفين اتحرك ناحيتي واول ما شالها زعقت فيه:
-انا ايه اللي جابني هنا، وايه اللي بيحصل، انا مش فاهم حاجه..
ضحك حمتو ضحك وقالي:
-اللي جابك هنا هو نخورتك ورا حاجه مالكش دعوة بيها، اما بقى اللي بيحصل هو انك يا اهبل بلغت عن اخوك الحكومة وهو ماعملش حاجه، انت عايز تقنعني ان اخوك الاهبل ده يعرف يعمل كل اللي حصل ده، وعشان ايه… عشان بيت معفن زي بيتكوا؟!
لما قال كده، احساسي اتبدل من الخوف لعدم الفهم :
-انت بتقول ايه؟.. انا سمعت راجل غريب بيكلم رؤوف، وبعدين انت ايه اللي جابك هنا، انت مش مسافر بقالك سنين.
-ولا مسافر ولا نيلة، انا كل ده كنت حواليكوا، براقبكوا.. براقبكوا وانا باخد عيالكوا واحد ورا التاني، ومكالمة رؤوف دي كلها متدبرة عشان عارفين انك هتعمل كده وتروح للحكومة زي الجلنف وتبلغهم، اه ما انت جبان، لاهتقدرتروح لاخوك، ولا حتى هتسافر بسبب نخورتك ورا حوار البيت.
-يعني ايه.. يعني رؤوف مالوش ذنب في كل اللي حصل.. وانت السبب في ده كله!
-اسم الله عليك.. حكاية بيت عبد الكريم الدجال دي بخططلها بقالي سنين، لس عشان تخافوا منه زي العيال الصغيرة، وزي ماتوقعت، مهما حصل ماكنتوش هتيجوا ناحية البيت، وكل ده ليه؟… كل ده عشان لما اخطف عيالكوا الاقي مكان اقدر اشرح فيه العيال واخد اعضائهم، ونجحت في كده لغاية ما انت اتدخلت في الموضوع، وواحد غبي من رجالتي كان هياخد ابنك لكن انت شوفته، فاضطريت اخطف ابني عشان محدش يشك فيا او في ابني التاني، وحصل اللي حصل.
شد المسدس من جيب واحد من رجالتة وقاله:
-عشان بعد كده تتصرف من دماغك وتخلي كل ده يحصل، انا كنت مستني اللحظة دي عشان اموتك قصاده، ماتفتكرش اني بسامح…
بعدها فرغ المسدس في دماغ الراجل ده، وشاور لرجالتة وقالهم:
-نضفوا مكانة، مش عايز اشوف دم..
بعدها بصلي انا وقال:
-اهي دي اخرة اللي يتصرف معايا من دماغة..
اترعشت وانا بقوله بخوف:
-طب وعبد الكريم؟
-عبد الكريم طماع، كان شغال معانا بس طماع، طلب فلوس زيادة، وانا الطماعين مالهمش مكان وسط رجالتي، اصله غبي برضه، كان فاكر لما يهددني انه هيبلغ عني انا هسكت… طلع ميعرفش حمتو ممكن دماغه تجيبه لفين، وطبعا مش محتاج اقولك إن انا اللي قتلته.. ايوه ماتبرقليش، انا قتلته ودفنته، ولما انت بوظت الدنيا اضطريت اطلع جثته، واشرح جثة كام عيل من بره الحارة وارميهم في البيت مع كام جثة حيوان.. وده عشان ابعد النظر عني شوية واخلي الحكومة تتأخر لغاية ما اتصرف.
-طب وانت بتحكيلي ده كله ليه؟؟
لقيته ضحك وقالي:
-مش انت كان نفسك تعرف الحقيقة، اهو انا بقى قولتلك الحقيقة، اصل انا بحب ارضي كل زبايني قبل ما يقابلوا وجه كريم… وكمان مايرضينيش، اخليك تموت من غير ماتعرف الحقيقة اللي بقالك ايام بتدور عليها.
بعدها لقيته شاور لواحد من رجالتة، وهو بيضحك:
-نتقابل فوق بقى…
في اللحظة دي، لقيت راجل من رجالتة طلع مسدس من جيبه ووجهه عليا، غمضت عيني واتشاهدت وانا مستني الموت.. في اقل من ثانية ماسمعت صوت الرصاصة وهي بتطلع، لكن الرصاصة ماكانتش فيا.. الرصاصة كانت في راجل من رجالة حمتو، بعدها لقيت صوت صريخ كتير في المكان وصوت تبادل رصاص.. فتحت عيني لقيت حمتو واقع على الارض ودمه مغرق الأرض حواليع، وفوقه كان واقف ظابط!
طبعا كلكو مستغربين اللي بيحصل… لكن خليني افهمكوا، اني لما كنت عند الظابط، قالي انهم شاكيين في حمتو وانه ورا كل اللي حصل من تجارة اعضاء وخطف العيال، وده بعد ما لقوا راجل من رجالة حمتو بيحوم في الحارة، ده غير بصمات ابنه اللي كانت موجوده في بيت عبد الكريم… وعشان كده خلوني طُعم لحمتو عشان يثبتوا كل ده عليه ويعرفوا مكانه فين، والحمدلله في اللحظة المناسبة الشرطة قدرت تنقذني بعد ما كل اعترافات حمتو اتسجلت على تليفون والشرطة قدرت كمان تحدد مكاني بخاضية التتبع… والحمدلله بعض من العيال اللي اتخطفوا رجعوا لاهاليهم والبعض التاني طبعا كانوا ماتوا على إيد حمتو اللي دلوقتي بياخد جزائة عند ربنا.. والحمدلله ابني ومراتي رجعولي وبقوا في حضني، لكن من وقتها والسواد والحزن ملوا الحارة، ده غير العزا الكبير اللي اتعمل من الناس اللي عيالهم اتخطفوا وعرفوا إنهم ماتوا، وبصراحه انا مقدرتش اقعد في المكان ده اكتر من كده، انا قررت ارجع الورث لاخويا، واعتذرتله على كل اللي حصل وعن وصية ابويا، من بعدها سيبت المنطقة وعيشت في مكان تاني بعيد عن الذكريات المؤلمة الموجودة في الحارة دي، الحارة اللي اتشهرت بعدين بأسم حارة عبد الكريم….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى